مستحاثات أثرية في "الرقة" تعود إلى 65 مليون سنة

مستحاثات أثرية في "الرقة" تعود إلى 65 مليون سنة


المصدر : موقع الرقة
eraaqa


لأنها "الرقة" وبنت "الفرات" فكان لا بد أن تتميز بتاريخها الأثري الكبير والمتنوع، والذي يغني حضارتها الممتدة عبر آلاف القرون، لذا كانت المستحاثات والأصداف التي اكتشفها بمحض المصادفة الفريق الجيولوجي الذي قام بدراسة وإجراء سبور ميكانيك التربة في المنطقة الجبلية جنوب "الرقة" برئاسة الدكتور الجيولوجي "داوود سليم بك"، كانت اكتشافاً جديداً لتاريخ وحضارة هذه المنطقة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

للحديث حول هذا الموضوع التقينا الدكتور "داوود سليم بك" ليحدثنا قائلاً: «اشتهرت محافظة "الرقة" برقعتها الأثرية التي يكتشف فيها كل عام آثار جديدة، وأثناء إعدادنا لدراسة التربة عام 2007 لبناء جمعيات سكنية في تلك المنطقة وخلال بحثنا في السبور، اكتشفت نوعاً من المستحاثات القديمة تعود للحقبة الزمنية الجيولوجية "باليوسين" نحو 65 مليون سنة، وذلك ضمن الصخور الكلسية الحوارية الموضوعة هناك منذ ملايين السنين، حيث تم العثور على الصدفيات واسمها "cucullea" والتي تعود للحقبة الزمنيةsenizoyik وtersiyer وneojen وpaleojin، المتداخلة زمنياً مع الحقب (oligosen- eosin- paleosen)، وذلك عندما كان فريقنا يباشر بإجراء سبور لدراسة ميكانيك التربة في المنطقة الجبلية الواقعة جنوب مدينة "الرقة" على بعد 10 كيلومترات، حيث كان من المقرر بناء ضاحية سكنية للجمعيات التعاونية السكنية في المحافظة.

وأهمية هذا الاكتشاف تؤكد أن "الرقة" كانت فيما مضى مغمورة كلياً غمراً بحرياً، وأنها كانت تزخر بالحياة، وإذا توافر الاهتمام اللازم فإننا سنكتشف أعماراً مهمة لمنطقتنا وربما سنحصل على آثار قد تزين متاحفنا بأدلة واقعية عن تاريخ منطقتنا».

وعن تاريخ المنطقة الأثري يتابع "سليم بك" قائلاً: «إن هذه المكتشفات في "الرقة" ربما كانت وليد مصادفة ولكن من المعروف أن المدينة



الدكتور داود عزت بك أثناء أكتشافه لأحد المستحدثات
تعج كل سنة بالدراسات الأثرية والاكتشافات التي تزيد من عراقتها، ففي نفس العام أيضاً تم اكتشاف كنز ذهبي ومئات اللوحات المسمارية في منطقة "تل الصبي الأبيض" التي تبعد 80 كيلومترا عن "الرقة" عند أحد القبور بالقرب من المبنى الإداري، والكنز تألف من 14 قطعة ذهبية بينها خاتمان وأقراط وهياكل ذهبية مطعمة بالحجارة الكريمة بالإضافة إلى تقدمات وأدوات برونزية وحديدية ولآلئ وخزف، كما تم اكتشاف أرشيف تأميني في المكتب الإداري في القصر، والأرشيف يضم المئات من اللوحات المسمارية ذات المواضيع المختلفة إدارية واقتصادية وسياسية، وقد حملت اللوحات ختم أحد أهم المسؤولين في الصبي الأبيض (تاميتي) أي المدير المسؤول.‏

كما دلت التنقيبات على سلسلة من المستعمرات ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ محفوظة جيداً وعلى مساحة خمسة هكتارات، وتظهر في هذه العصور فترات هجر للموقع لعدة قرون قد تصل أحيانا إلى آلاف السنين، وفي أقدم الطبقات المسكونة عثر على بقايا بيوت مستديرة ومجموعة من التنانير وبعض الفخاريات الخشنة والأدوات الصوانية مثل النصال، ما يؤكد أن منطقة "الصبي الأبيض" كانت قرية لمزارعين ومربي ماشية، ويؤكد ذلك بذور الحبوب والخضر وعظام الحيوانات مثل الغنم والماعز والخنازير، وكافة البيوت المستطيلة كانت

أحدى المستحدثات الأثرية أثناء اكتشافها
محاطة بأبنية دائرية وقد عثر في أرضياتها على مصنوعات يدوية بعضها فخارية وأخرى حجرية ومغازل ودمى ومئات من الأختام الصلصالية».

وعن طبيعة مكتشف "تل الصبي" المعيشية يضيف "بك" قائلاً: «يتمثل دور حلف القديم في الموقع بأبنية مستطيلة تحتوي على عشرين غرفة صغيرة وقد أحيط البناء بسلسلة من أبنية دائرية ومستطيلة، واستخدمت الأبنية الدائرية فيها كمخازن للقمح غالبا حسب رأس البعثة الاثرية، وقد سكن الموقع في هذه الحقبة صيادون مهرة ومزارعون زرعوا العدس والكتان، وربوا الخراف والخنازير والماعز واستخدموا الصوان والأبسيديان لصنع الأدوات ومنها نصال السهام والمقاشط والمناجل والمطاحن، كما صنعوا الكثير من التماثيل للإنسان والحيوان من الصلصال غير المشوي، كما واصلت بعثة التنقيب في نفس العام في فترة "الفخار المبكر"، وفترة "الآشوري الوسيط" وقد عثروا على بعض الفخار الملون وعليه رسومات بأشكال هندسية وسكين برونزية بحالة جيدة بطول 30 سم وهي مزخرفة، إضافة إلى العثور على أختام حجرية مسطحة».

المخبري الجيولوجي "حجي شلاش" أحد كادر فريق البحث عن المستحاثات التابع للدكتور "سليم بك" حدثنا قائلاً: «لكوني أحد أعضاء الفريق الجيولوجي للبحث في سبر المنطقة التي أصبحت أرضا لجمعيات سكنية فيما بعد، وخلال بحثنا اكتشف الدكتور "داود" في

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


المدينة الأثرية المكتشفة تل الصبي
وادي بعمق 40 حتى 50 متراً وجود تشققات صخرية وفوالق، فيها طبقة مستحاثات كما عثر على أصداف حسب اللقى القديمة للآثار وفترتها التاريخية تعود لملايين السنين، وكانت العملية عبارة عن محض مصادفة مع عدم إنكار الجاهزية لاكتشاف أي مستحاث بسبب غنى المنطقة التاريخي، لقد تم استخراج البعض منها والتي اثبت تحليلها أنها تعود ل65 مليون سنة، رغم أن المنطقة بني عليها فيما بعد الجمعيات السكنية».